منذ المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني في الجزائر، الذي نظّم في عام 2009، دأب صالون الجزائر الدولي للكتاب على استضافة إفريقيا الأدب والنشر في فضائها الخاص "روح البناف". وقد أصبح اليوم تقليدا سنويا ساهم في تسليط الضوء على أشكال التعبير الأدبية في القارة وكذا جهود محترفي الكتاب الذين أنجزوا خطوات هامة بالرغم من الظروف الصعبة.
إحدى هذه الصعوبات تكمن في ضعف الاهتمام الإعلامي المنصّب على عالم النشر ككل وعلى الأدباء، القدماء منهم والجدد، الذين ينتجون في بعض الأحيان أعمالا متميّزة، بعضها حققّ خارج حدود إفريقيا نجاحا واسعا.
في ظرف سنوات قليلة، سمح "روح البناف"، ضمن ما حققه من إنجازات، بعقد روابط بين المؤلفين والناشرين الأفارقة، وبكسر حواجز العزلة، بل وحتى بتشجيع علاقات الشراكة التي تجسّدت بمبادرات جميلة.
للعام الثاني على التوالي، يحط فضاء "روح البناف" رحاله في جناح "G" عند مدخل قصر المعارض، وفي بداية المسلك المخصص لزوّار صالون الجزائر الدولي للكتاب. سيتعاقب الكتاب والناشرون والمفكّرون كل مساء لإلقاء محاضرات وتنشيط ندوات ومقاهي أدبية. لقاءات تفي دائما بوعودها من حيث الاكتشافات والمناقشات الساخنة والمثيرة. مواضيع تغوص في ذاكرة القارة العتيقة وتعبيراتها الشفوية التي نجت من التقلّبات الرهيبة التي توالت على مدى القرون الماضية. مواضيع تعني أيضا بأشكال التعبير الأدبية المعاصرة وحتى بحضورها من خلال تقنيات الاتصال الجديدة.
مع جنوب إفريقيا كضيف شرف، تؤكد هذه الطبعة الثانية والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب بشكل خاص على الصبغة الإفريقية للتظاهرة.